در لابه لاى مصادر روايى مسلمانان، از حضرت عيسى (عليه السلام) و درباره وى، احاديث بسيارى نقل شده است. گردآورى اين مجموعه احاديث، به عنوان « مسند عيسى بن مريم (عليهما السلام) » پژوهشى ارزنده و سودمند، هم براى مسلمانان و هم براى مسيحيان خواهد بود و در تقريب پيروان اديان آسمانى، سهمى بسزا خواهد داشت. چنين كارى ـ تا آنجا كه ما اطلاع داريم ـ تاكنون ، صورت نيافته است. روشن است كه غناى چنين مسندى، در گروِ تفحّص و تتبّع كامل در تمامى مصادر حديثى شيعه و اهل سنّت است.
اين مجموعه احاديث را به سه بخش مى توان تقسيم كرد:
1) مواعظ خداوند به عيسى (عليه السلام) :
در اين بخش ـ كه در زمره احاديث قدسى جاى مى گيرد و كم هم نيست ـ، خداوند، پيامبرش (مسيح) را مخاطب قرارداده و توصيه هايى به وى دارد.
2) سخنان پيامبر (صلّي الله عليه و آله و سلّم) و امامان (عليهم السلام) درباره عيسى :
اين قسمت از احاديث، درحقيقت به شرح حال، مناقب و فضايل عيسى (عليه السلام) از زبان پيشوايان اسلام برمى گردد و در نشان دادن تلقّى مسلمانان از حضرت مسيح، بسى سودمند است.
3) سخنان عيسى (عليه السلام) :
اين بخش از روايات، به سه دسته قابل تقسيم است : مناجاتها، اقوال و افعال.
الف: سخنان عيسى بن مريم (عليهما السلام)
عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد البرقى عن شريف بن سابق عن الفضل بن أبى قرة عن أبى عبداللّه (عليه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلّي الله عليه و آله و سلّم): قالت الحواريّون لعيسى: يا روح اللّه، من نجالس؟ قال: من يذكّركم اللّه رؤيته و يزيد فى علمكم منطقه و يرغّبكم فى الآخرة عمله. (الكافى1/39/3)
قال أبو عبداللّه(عليه السلام) : قال عيسى بن مريم (على نبينا و آله و عليه السلام): ويل للعلماءالسوء، كيف تلظّى عليهم النّار! (الكافى1/47/2)
علىّ بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقرى عن حفص بن غياث عن أبى عبداللّه(عليه السلام) قال: قال عيسى بن مريم (صلوات اللّه عليه): تعملون للدّنيا وأنتم ترزقون فيها بغيرعمل ولاتعملون للآخرة وأنتم لا ترزقون فيها إلا بالعمل ؛ ويلكم ، علماء سوء ، الأجر تأخذون والعمل تضيعون. يوشك ربّ العمل أن يقبل عمله و يوشك أن يخرجوا من ضيق الدّنيا إلى ظلمة القبر. كيف يكون من أهل العلم من هو فى مسيره إلى آخرته و هو مقبل على دنياه وما يضرّه أحبّ اليه ممّا ينفعه؟! (الكافى2/319/13)
عدّة من أصحابنا عن أحمد بن أبى عبداللّه عن الحسن بن ظريف عن أبيه عمّن ذكره عن أبى عبداللّه(عليه السلام) قال: قال عيسى بن مريم(عليه السلام) : من كثر كذبه ذهب بهاؤه. (الكافى2/341/13)
عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن على بن أسباط عن بعض أصحابه عن أبى الحسن(عليه السلام) قال: قال عيسى بن مريم(عليه السلام): إن صاحب الشرّ يعدى وقرين السوء يردى فانظر من تقارن. (الكافى2/640/4)
قال محمّد بن يعقوب الكلينى(رحمه اللّه) حدّثنى محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن معاوية بن وهب قال: سألت أباعبداللّه(عليه السلام) عن أفضل ما يتقرب به العباد إلى ربّهم و أحبّ ذلك إلى اللّه(عزّوجلّ) ما هو؟ فقال: ما أعلم شيئاً بعد المعرفة أفضل من هذه الصلاة. ألا ترى أن العبد الصّالح عيسى بن مريم(عليه السلام) قال: «وأوصانى بالصّلاة والزّكوة ما دمت حيّاً»؟ (الكافى3/264/1)
علىّ بن إبراهيم عن أبيه وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن أبى العبّاس الكوفى جميعاً عن عمروبن عثمان عن عبداللّه بن سنان عن أبى عبداللّه(عليه السلام) قال: إجتمع الحواريّون إلى عيسى(عليه السلام) فقالوا له: يا معلّم الخير، أرشدنا. فقال لهم: إن موسى كليم اللّه(عليه السلام) أمركم أن لاتحلفوا باللّه تبارك وتعالى كاذبين وأنا آمركم أن لاتحلفوا باللّه كاذبين ولاصادقين. قالوا: يا روح ، اللّه زدنا. فقال: إن موسى نبىّ اللّه(عليه السلام) أمركم أن لا تزنوا وأنا آمركم أن لاتحدّثوا أنفسكم بالزنا فضلاً عن أن تزنوا؛ فإنّ من حدث نفسه بالزّنا كان كمن أوقد فى بيت مزوق فأفسد التّزاويق الدّخان وإن لم يحترق البيت. (الكافى 5/542/7)
ياعيسى، ما أكرمت خليقة بمثل دينى ولا أنعمت عليها بمثل رحمتى. اغسل بالماء منك ما ظهر و داو بالحسنات ما بطن؛ فإنّك إلىّ راجع؛ شمر فكلّ ما هو آت قريب؛ وأسمعنى منك صوتاً حزيناً. (الكافى 8/131/103)
حفص عن أبى عبداللّه (عليه السلام) قال: قال عيسى(عليه السلام) : إشتدّت مؤونة الدّنيا ومؤونة الآخرة؛ أمّا مؤونة الدّنيا فإنّك لاتمدّ يدك إلى شىء منها إلا وجدت فاجراً قد سبقك إليها وأمّا مؤونة الآخرة فإنّك لاتجد أعواناً يعينونك عليها. (الكافى 8/144/112)
روى علىّ بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن الحارث بن محمّد بن النّعمان الأحول (صاحب الطّاق) عن جميل بن صالح عن أبى عبداللّه الصّادق (عليه السلام) عن آبائه (عليه السلام) قال: قال رسول اللّه(صلّي الله عليه و آله و سلّم): … إنّ عيسى بن مريم(عليه السلام) قام فى بنى إسرائيل فقال: «يا بنى إسرائيل، لاتحدّثوا بالحكمة الجهالَ فتظلموها ولاتمنعوها أهلها فتظلموهم ولاتعينوا الظّالم على ظلمه فيبطل فضلكم؛ الأمور ثلاثة: أمر تبيّن لك رشده فاتبعه وأمر تبيّن لك غيّه فاجتنبه وأمر إختلف فيه فردّه إلى اللّه (عزّوجلّ)».(الفقيه 4/400/5858)
قال عيسى بن مريم (عليه السلام) : … القلوب إذا لم ترفق بذكر الموت و تتبعها دؤوب العبادة تقسو وتغلظ. (تحف العقول/377)
قال عيسى (عليه السلام) : لا تكوننّ حديد النّظر إلى ما ليس لك، فإنّه لن يزنى فرجك ما حفظت عينك؛ فإن قدرت أن لاتنظر إلى ثوب المرأة الّتى لاتحلّ لك فافعل. (تنبيه الخواطر 1/62)
قال عيسى (عليه السلام) : من خبث الدّنيا أنّ اللّه (تعالى) عصى فيها وأنّ الآخرة لاتنال إلا بتركها. (تنبيه الخواطر 1/78)
قال عيسى (عليه السلام) : كيف يكون من أهل العلم من يشار به إلى آخرته وهو مقبل على دنياه، وما يضرّه أشهى إليه ممّا ينفعه؟ (تنبيه الخواطر 1/83)
قيل لعيسى (عليه السلام) : علّمنا عملاً واحداً يحبّنا عليه. قال: أبغضوا الدّنيا يحببكم اللّه. (تنبيه الخواطر 1/134)
قال عيسى بن مريم (عليه السلام) : ياطالب الدّنيا، لتبرّ تركك الدنيا أبرّ. (تنبيه الخواطر 1/134)
قال عيسى بن مريم (عليه السلام) : طوبى لمن علّمه اللّه كتابه، ثم لم يمت جباراً. (تنبيه الخواطر 2/169)
عن إبن عباس عن رسول اللّه (صلّي الله عليه و آله و سلّم): إنّ عيسى مرّ بمدينة خربت عمرانها وسقطت بنيانها وقال لبعض حواريه: أتدرى ما تقول هذه القرية؟ قال: لا. قال(عليه السلام) : «إنّها تقول: إنّها جاء وعد ربّى الحقّ، فيبست أنهارى بعد غزارتها وجفّت أشجارى بعد نضارتها وخربت قصورى وفات سكّانى فها هى عظامهم فى جوفى وأموالهم المجموعة من حلالٍ وحرامٍ فى بطنى وللّه ميراث السّموات والأرض».(آداب النفس 1/122)
روى أنّ عيسى(عليه السلام) قال: يامعشر العلماء، كما أنّ الملوك تركوا الحكمة عندكم فاتركوا ملكهم عليهم.(آداب النفس 1/134)
قال عيسى(عليه السلام) : إلى متى توعظون ولاتتّعظون؟ لقد كلفتم الواعظين تعباً! (آداب النفس 1/175)
قال عيسى(عليه السلام) لعابد: ما تصنع؟ قال: أتعبّد. قال(عليه السلام) : فمن يعود عليك؟ قال: أخى. قال(عليه السلام) : أخوك أعبد منك. (آداب النفس 1/215)
روى المفضّل عن الامام جعفر الصادق(عليه السلام) فى حديث طويل قال: كان عيسى بن مريم ـ على نبيّنا وعليه السلام ـ يقف بين الحواريّين فيعظهم ويقول: ليس يعرفنى من لايعرف نفسه، ومن لم يعرف النّفس الّتى بين جنبيه لم يعرف النّفس الّتى بين جنبىّ وغيره ومن عرف نفسه الّتى بين جنبيه عرفنى ومن عرفنى عرف الّذى أرسلنى. (آداب النفس 2/213)
قال المسيح(عليه السلام) للحواريّين: إن أكل خبز الشّعير و شرب الماء القراح اليوم فى الدّنيا لمن يريد أن يدخل الفردوس غداً. (آداب النفس 2/225)
قال عيسى بن مريم(عليه السلام) : لا تنظروا إلى أموال أهل الدّنيا، فإنّ بريق أموالهم يذهب بنور ايمانكم. (المحجّة البيضاء 7/328)
قال عيسى بن مريم(عليه السلام) : خذوا الحقّ من أهل الباطل ولا تأخذوا الباطل من أهل الحقّ؛ كونوا نقّاد الكلام. (بحارالأنوار 2/96)
قال المسيح(عليه السلام) : معشر الحواريّين، لم يضرّكم من فتن القطران إذا أصابتكم سراجه؛ خذوا العلم ممّن عنده ولاتنظروا إلى عمله. (بحارالأنوار 2/97)
العطّار عن سعد عن إبن يزيد عن إبن أبى عمير عمّن ذكره عن أبى عبداللّه (عليه السلام) قال: إنّ إبليس قال لعيسى بن مريم: أيقدر ربّك على أن يدخل الأرض بيضة لاتصغر الأرض ولاتكبر البيضة؟ فقال عيسى (على نبينا وآله وعليه السلام): ويلك إنّ اللّه لايوصف بعجز ومن أقدر ممّن يلطف الأرض ويعظم البيضة؟ (بحارالأنوار 4/142/9)
قال أبوعبداللّه (عليه السلام) : إنّ عيسى بن مريم (عليه السلام) كان يبكى بكاءً شديداً، فلمّا أعيت مريم كثرة بكائه قال لها: خذى من لحا هذه الشجرة، فاجعلى وجوراً ثمّ أسقينيه؛ فإذا سقى بكى بكاءً شديداً. فتقول مريم: ماذا أمرتنى؟ فيقول: ياأمّاه، علم النّبوة وضعف الصِّبا. (بحارالأنوار 14/254/47)
الصّدوق عن إبن الوليد عن الصّفّار عن محمّد بن خالد عن إبن أبى عمير عن هشام بن سالم عن الصّادق(عليه السلام) قال: جاء إبليس إلى عيسى(عليه السلام) فقال: أليس تزعم أنّك تحيى الموتى؟ قال عيسى: بلى. قال إبليس: فاطرح نفسك من فوق الحائط. فقال عيسى: ويلك، إنّ العبد لايجرّب ربّه. قال إبليس: ياعيسى، هل يقدر ربّك على أن يدخل الأرض فى بيضة والبيضة كهيئتها؟ فقال: إنّ اللّه تعالى لايوصف بعجز والّذى قلت لايكون. (بحارالأنوار 14/271/3)
عبداللّه بن سنان عن أبى عبداللّه (عليه السلام) قال: قال الحواريّون لعيسى بن مريم(عليه السلام) : يامعلّم الخير، علّمنا أىّ الأشياء أشد؟ فقال: أشدّ الأشياء غضب اللّه (عزّوجلّ). قالوا: فبم يتّقى غضب اللّه؟ قال: بأن لاتغضبوا. قالوا: وما بدء الغضب؟ قال: الكبر والتجبّر ومحقرة الناس. (بحارالأنوار 14/287/9)
إبن مسرور عن محمّد الحميرى عن أبيه عن إبن أبى الخطّاب عن إبن أسباط عن عمّه عن الصادق(عليه السلام) قال: قال عيسى بن مريم (عليه السلام) لبعض أصحابه: مالاتحبّ أن يفعل بك فلا تفعله بأحد وإن لطم أحد خدّك الأيمن فاعط الأيسر. (بحارالأنوار 14/287/10)
إبن الوليد عن إبن أبان عن الحسين بن سعيد عن الحسن بن على الخزّاز قال سمعت أباالحسن الرّضا (عليه السلام) يقول، قال عيسى بن مريم (عليه السلام) للحواريين: يا بنى إسرائيل، لاتأسوا على ما فاتكم من دنياكم إذا سلم دينكم، كما لايأسى أهل الدّنيا على ما فاتهم من دينهم إذا سلمت دنياهم. (بحارالأنوار 14/304/16)
قال عيسى بن مريم (عليه السلام) لبعض أصحابه: مالا تحبّ أن يفعل بك فلا تفعله بأحد. (بحارالأنوار 14/304)
قال عيسى بن مريم (عليه السلام) : ياعبيد الدّنيا، مثلكم كمثل القبور المشيّدة؛ يعجب النّاظر أهلها وداخلها عظام الموتى مملوءة خطايا. (بحارالأنوار14/305)
قال عيسى بن مريم (عليه السلام) : يا عبيدالسّوء، تلومون الناس على الظّنّ و لاتلومون أنفسكم على اليقين. (بحارالأنوار14/305)
قال عيسى بن مريم (عليه السلام) : إنّ الحكمة نور كلّ قلب. (بحارالأنوار 14/316)
قال السيّد إبن طاووس (رحمه اللّه) فى سعد السعود، قرأت فى الإنجيل: قال عيسى(عليه السلام) : «أقول لكم لاتهتمّوا ماذا تأكلون و لاماذا تشربون ولا لأجسادكم ما تلبس، أليس النّفس أفضل من المأكل والجسد أفضل من اللّباس؟ أنظروا إلى طيور السّماء الّتى لاتزرع ولا تحصد ولاتحزن وربّكم السّماوى يقوتها. أليس أنتم أفضل منهم؟ من منكم يهتمّ فيقدر أن يزيد على قامته ذراعاً واحدة؟ فلما ذا تهتمّون باللباس؟». (بحارالأنوار14/317/17)
الصّدوق عن إبن المتوكّل عن علىّ عن أبيه عن البزنطى عن عبدالكريم بن عمروعن أبى الرّبيع الشّامى عن أبى عبداللّه(عليه السلام) قال: إنّ عيسى بن مريم(عليه السلام) قال: داويت المرضى فشفيتهم بإذن اللّه وأبرأت الأكمه والأبرص بإذن اللّه وعالجت الموتى فأحييتهم بإذن اللّه وعالجت الأحمق فلم أقدر على إصلاحه. فقيل: ياروح اللّه وما الأحمق؟ قال: المعجب برأية ونفسه، ألّذى يرى الفضل كلّه له لاعليه ويوجب الحقّ كلّه لنفسه ولايوجب عليها حقاً؛ فذلك الأحمق الذى لاحيلة فى مداواته. (بحارالأنوار 14/323/36)
أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصّفّار عن إبن معروف عن إبن مهزيار عن رجل عن واصل بن سليمان عن إبن سنان قال: سمعت أباعبداللّه(عليه السلام) يقول: كان المسيح(عليه السلام) يقول لأصحابه: «إن كنتم أحبّائى وإخوانى فوطّنوا أنفسكم على العداوة والبغضاء من النّاس فإن لم تفعلوا فلستم بإخوانى؛ إنّما أعلّمكم لتعلموا ولا أعلّمكم لتعجبوا. إنّكم لن تنالوا ماتريدون إلا بترك ما تشتهون وبصبركم على ماتكرهون وإيّاكم والنظرة، فإنّها تزرع فى قلب صاحبها الشّهوة وكفى بها لصاحبها فتنة. ياطوبى لمن يرى بعينيه الشهوات ولم يعمل بقلبه المعاصى! ماأبعد ما قد فات وأدنى ما هو آت!». (بحارالأنوار 14/324/38)
قال عيسى(عليه السلام) : بحقّ أقول لكم كما نظر المريض إلى الطعام فلايلتذّ به من شدّة الوجع، كذلك صاحب الدنيا لايلتذّ بالعبادة ولايجد حلاوتها مع مايجده من حلاوة الدّنيا. بحقّ أقول لكم كما أنّ الدّابّة إذا لم تركب وتمتهن تصعبت وتغيّر خلقها، كذلك القلوب إذا لم ترقق بذكر الموت وبنصب العبادة تقسو وتغلظ، وبحقّ أقول لكم إنّ الزق إذا لم ينخرق يوشك أن يكون وعاء العسل، كذلك القلوب إذا لم تخرقها الشهوات أو يدنسها الطّمع أو يقسها النّعيم فسوف تكون أوعية الحكمة. (بحارالأنوار 14/325/39)
قال عيسى(عليه السلام) : من ذا الذى يبنى على موج البحر داراً؟ تلكم الدّنيا فلا تتّخذوها قراراً. (بحارالأنوار 14/326/42)
وقيل لعيسى(عليه السلام) : من أدّبك؟ قال: ماأدّبنى أحد؛ رأيت قبح الجهل فجانبته. (بحارالأنوار14/326/45)
قال السيّد ابن طاووس (رحمه اللّه) فى سعد السعود، قرأت فى الإنجيل: قال عيسى(عليه السلام) : «سمعتم ما قيل للأوّلين لاتزنوا وأنا أقول لكم إنّ من نظر إلى امرأة فاشتهاها فقد زنى بها فى قلبه. إن خانتك عينك اليمنى فاقلعها وألقها عنك لأنّه خير لك أن تهلك أحد أعضائك ولاتلقى جسدك كلّه فى نار جهنّم وإن شككتك يدك اليمنى فاقطعها وألقها عنك؛ فإنّه خير لك أن تهلك أحد أعضائك من أن يذهب كلّ جسدك فى جهنّم». (بحارالأنوار14/317/17)
سعد عن إبن هاشم عن الدّهقان عن درست عن عبداللّه بن سنان عن أبى عبداللّه(عليه السلام) قال: كان المسيح(عليه السلام) يقول: من كثر همّه سقم بدنه ومن ساء خلقه عذب نفسه ومن كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر كذبه ذهب بهاؤه ومن لاحى الرّجال ذهبت مروءته. (بحارالأنوار 14/318/18)
سعد عن الإصبهانى عن المنقرىّ عن سفيان بن عيينة عن الزّهرىّ عن علىّ بن الحسين(عليه السلام) قال: قال المسيح(عليه السلام) للحواريين: إنّما الدّنيا قنطرة فاعبروها ولا تعمروها. (بحارالأنوار 14/319/21)
إبن المتوكّل عن السّعدآبادى عن البرقى عن أبيه عن محمد بن سنان عن زياد بن المنذر عن إبن طريف عن إبن نباتة عن أميرالمومنين(عليه السلام) قال: قال عيسى بن مريم(عليه السلام) : الدّينار داء الدّين والعالم طبيب الدّين، فإذا رأيتم الطبيب يجرّ الدّاء إلى نفسه فاتّهموه واعلموا أنه غير ناصح لغيره. (بحارالأنوار 14/319/22)
إبن المتوكل عن الحميرى عن إبن هاشم عن إبن ميمون عن جعفر بن محمّد عن آبائه عن على(عليه السلام) قال: قال عيسى بن مريم(عليه السلام) : طوبى لمن كان صمته فكراً ونظره عبراً ووسعه بيته وبكى على خطيئته وسلم النّاس من يده ولسانه! (بحارالأنوار 14/319/23)
سعد عن البرقى عن على بن حديد عمّن ذكره عن أبى عبداللّه(عليه السلام) قال: قال عيسى بن مريم(عليه السلام) فى خطبته قام لها فى بنى إسرائيل: أصبحت فيكم وإدامى الجوع وطعامى ماتنبت الأرض للوحوش والأنعام وسراجى القمر وفراشى التّراب ووسادتى الحجر؛ ليس لى بيت يخرب ولا مال يتلف ولا ولد يموت ولا إمرأة تحزن؛ أصبحت وليس لى شىء وأمسيت وليس لى شىء وأنا أغنى ولد آدم. (بحارالأنوار 14/321/30)
قال عيسى(عليه السلام) لأصحابه: إن النّوم على المزابل وأكل خبز الشعير خير كثير مع سلامة الدّين. (بحارالأنوار 14/322/33)
قال عيسى(عليه السلام) : طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعودٍ لم يره . (بحارالأنوار14/327/46)
روى أنه(عليه السلام) مرّ مع الحواريّين على جيفة. فقال الحواريّون: ما أنتن ريح هذا الكلب ! فقال عيسى(عليه السلام) : ما أشدّ بياض أسنانه! (بحارالأنوار14/327/47)
قال عيسى(عليه السلام) : لاتتّخذوا الدّنيا ربّاً فتتّخذكم عبيداً. أكنزوا كنزكم عند من لايضيعه؛ فإنّ صاحب كنز الدّنيا يخاف عليه الآفة وصاحب كنز اللّه لايخاف عليه الآفة. (بحارالأنوار 14/327/48)
قال عيسى(عليه السلام) : يامعشر الحواريّين، إنّى قدأكببت لكم الدّنيا على وجهها فلا تنعشوها بعدى، فإنّ من خبث الدّنيا أن عصى اللّه فيها وإنّ من خبث الدّنيا أنّ الآخرة لاتدرك إلا بتركها، فاعبروا الدّنيا ولاتعمروها واعلموا أنّ أصل كلّ خطيئة حبّ الدّنيا وربّ شهوة أورثت أهلها حزناً طويلاً. (بحارالأنوار 14/327/49)
قال(عليه السلام) : لايستقيم حبّ الدّنيا والأخرة فى قلب مؤمن، كما لايستقيم الماء والنّار فى إناء واحد. (بحارالأنوار 14/327/51)
قال عيسى(عليه السلام) : ويلّ لصاحب الدّنيا كيف يموت ويتركها، ويأمنها وتعزّه، ويثق بها وتخذله! ويلّ للمغترّين كيف رهقهم ما يكرهون وفارقهم مايحبّون وجاءهم مايوعدون! وويل لمن الدّنيا همّه والخطايا أمله، كيف يفتضح غداً عنداللّه؟! (بحارالأنوار 14/328/54)
قال عيسى(عليه السلام) :إذا أنعمت عليك بنعمة فاستقبلها بالإستكانة أتمّمها عليك. (بحارالأنوار 14/328/57)
وقيل: بينما عيسى بن مريم(عليه السلام) جالس وشيخ يعمل بمسحاة ويثير الأرض فقال عيسى(عليه السلام) : اللّهم أنزع منه الأمل. فوضع الشيخ المسحاة واضطجع فلبث ساعة. فقال عيسى(عليه السلام) : اللّهم اردد إليه الأمل. فقام فجعل يعمل. فسأله عيسى(عليه السلام) عن ذلك فقال: بينما أنا أعمل إذ قالت لى نفسى: «إلى متى تعمل وأنت شيخ كبير؟» فألقيت المسحاة واضطجعت. ثم قالت لى نفسى: «واللّه لابدّ لك من عيش ما بقيت». فقمت إلى مسحاتى. (بحارالأنوار 14/329/58)
وقال عيسى(عليه السلام) : بماذا نفع إمرؤ نفسه باعها بجميع ما فى الدّنيا ثم ترك ما باعها به ميراثاً لغيره وأهلك نفسه، ولكن طوبى لامرئ خلص نفسه واختارها على جميع الدّنيا! (بحارالأنوار 14/329/59)
وروى أنّه(عليه السلام) ذمّ المال وقال: فيه ثلاث خصال. فقيل: وما هنّ ياروح اللّه؟ قال: يكسبه المرء من غير حلّه وإن هو كسبه من حلّه منعه من حقّه وإن هو وضعه فى حقّه شغله إصلاحه عن عبادة ربّه. (بحارالانوار 14/329/60)
وكان عيسى(عليه السلام) إذا مرّ بدار ٍقد مات أهلها وخلف فيها غيرهم يقول: ويحاً لأربابك الّذين ورثوك، كيف لم يعتبروا بإخوانهم الماضين؟! (بحارالأنوار 14/329/61)
وقال عيسى(عليه السلام) لأصحابه: إستكثروا من الشّىء الّذى لاتأكله النّار. قالوا: وما هو؟ قال: المعروف. (بحارالأنوار 14/330/66)
المحاسن عن علىّ بن حديد رفعه قال: قام عيسى بن مريم(عليه السلام) خطيباً فى بنى إسرائيل فقال: يا بنى إسرائيل، لاتأكلوا حتّى تجوعوا وإذا جعتم فكلوا ولاتشبعوا؛ فإنكم إذا شبعتم غلظت رقابكم وسمنت جنوبكم ونسيتم ربّكم. (بحارالأنوار 66/337/30)
قال عيسى بن مريم(عليه السلام) : ما مرض قلب بأشدّ من القسوة وما اعتلت نفس بأصعب من نقص الجوع وهما زمامان للطّرد والخذلان. (بحارالأنوار 66/337/33)
قال عيسى بن مريم(عليه السلام) : أخزن لسانك لعمارة قلبك وليسعك بيتك وفرّ من الرّياء وفضول معاشك وابك على خطيئتك. (بحارالانوار 70/110/9)
هارون عن إبن صدقة عن الصادق(عليه السلام) قال: قال عيسى بن مريم(عليه السلام) : إذا قعد أحدكم فى منزله فليرخ عليه ستره، فإن اللّه (تبارك وتعالى) قسم الحياء كما قسم الرزق. (بحارالأنوار 71/334/11)
قال عيسى(عليه السلام) : يامعشر الحواريّين، كم من سراجٍ أطفأه الرّيح وكم مِن عابدٍ أفسده العجب! (بحارالأنوار 72/322/37)
قال المسيح(عليه السلام) : مثل الدّنيا والآخرة كمثل رجل له ضرتان، إن أرضى إحداهما أسخطت الأخرى. (بحارالأنوار 73/122/110)
قال عيسى(عليه السلام) : جودة الثّياب خيلاء القلب. (بحارالأنوار 73/207/1)
قال عيسى(عليه السلام) : ما لكم تأتونى وعليكم ثياب الرّهبان وقلوبكم قلوب الذّئاب الضّوارى؟ ألبسوا ثياب الملوك وألينوا قلوبكم بالخشية! (بحارالأنوار 73/208/1)
روى عن الامام الكاظم(عليه السلام) : ياهشام، إنّ المسيح(عليه السلام) قال للحواريّين: ياعبيد السّوء، يهولكم طول النّخلة وتذكرون شوكها ومَؤونة مراقيها وتنسون طيب ثمرها ومرافقها؛ كذلك تذكرون مؤونة عمل الآخرة فيطول عليكم أمده وتنسون ما تفضون إليه من نعيمها ونورها وثمرها. ياعبيد السوء، نقوا القمح وطيّبوه وأدقوا طحنه تجدوا طعمه ويهنئكم أكله؛ كذلك فأخلصوا الإيمان وأكملوه تجدوا حلاوته وينفعكم عنه. بحقّ أقول لكم، لو وجدتم سراجاً يتوقّد بالقطران فى ليلة مظلمة لاستضأتم به ولم يمنعكم منه ريح فتنة؛ كذلك ينبغى لكم أن تأخذوا الحكمة ممّن وجدتموها معه ولايمنعكم منه سوء رغبته فيها. ياعبيد الدّنيا، بحقّ أقول لكم، لاتدركون شرف الآخرة إلا بترك ما تحبّون … (بحارالأنوار 75/306)
جماعة عن أبى المفضّل عن غياث بن مصعب بن عبدة عن محمد بن حمّاد عن حاتم الأصم عن شقيق بن إبراهيم البلخى عمّن أخبره من أهل العلم، قال: قيل لعيسى بن مريم(عليه السلام) : كيف أصبحت ياروح اللّه؟ قال: أصبحت وربّى (تبارك وتعالى) من فوقى والنّار أمامى والموت فى طلبى، لاأملك ما أرجو ولاأطيق دفع ما أكره؛ فاىّ فقير أفقر منى؟ (بحارالأنوار 76/17/3)
ب: افعال عيسى بن مريم (عليهما السلام)
سمعت اباعبداللّه(عليه السلام) يقول: إتّقوا اللّه ولايحسد بعضكم بعضا. إنّ عيسى بن مريم كان من شرايعه السّيح فى البلاد؛ فخرج فى بعض سيحه ومعه رجل من أصحابه قصير وكان كثير اللّزوم لعيسى(عليه السلام) . فلمّا انتهى عيسى إلى البحر، قال: «بسم اللّه» بصحة يقين منه. فمشى على ظهر الماء. فقال الرّجل القصير حين نظر إلى عيسى(عليه السلام) جازه «بسم اللّه» بصحة يقين منه؛ فمشى على الماء ولحق بعيسى(عليه السلام) ؛ فدخله العجب بنفسه. فقال: هذا عيسى روح اللّه يمشى على الماء وأنا أمشى على الماء فما فضله علىّ ؟ قال: فُرمِسَ فى الماء فاستغاث بعيسى، فتناوله من الماء فأخرجه، ثمّ قال له: ما قلت يا قصير؟ قال: قلت: هذا روح اللّه يمشى على الماء وأنا أمشى على الماء؛ فدخلنى من ذلك عجب. فقال له عيسى: لقد وضعت نفسك فى غير الوضع الذى وضعك اللّه فيه. فمقتك اللّه على ما قلت. فتب إلى اللّه (عزّوجلّ) ممّا قلت. قال: فتاب الرّجل وعاد إلى مرتبته الّتى وضعه اللّه فيها. فاتقوا اللّه ولايحسدنّ بعضكم بعضاً. (الكافى 2/306/3)
عن أبى عبدالله(عليه السلام) قال مرّ عيسى بن مريم(عليه السلام) على قرية قدمات أهلها وطيرها ودوابّها. فقال انّهم لم يموتوا الاّ بسخطه ولو ماتوا متفرقين لتدافنوا. فقال الحواريون:
يا روح اللّه وكلمته ، أدع اللّه أن يحييهم لنا فيخبرونا ما كانت أعمالهم فنجتنبها. فدعى عيسى(عليه السلام) ربّه فنودى من الجوّ أن نادهم. فقام عيسى(عليه السلام) بالليل على شُرف من الأرض، فقال: يا أهل هذه القرية! فأجابه منهم مجيب: لبيك ياروح اللّه وكلمته! فقال: ويحكم ما كانت اعمالكم؟ قال: عبادة الطاغوت وحبّ الدنيا مع خوف قليل وأمل بعيد وغفلة فى لهو ولعب. فقال: كيف كان حبّكم للدنيا؟ قال: كحبّ الصبى لأمّه. اذا أقبلت علينا فرحنا وسررنا واذا أدبرت عنّا بكينا وحزنّا. قال: كيف كانت عبادتكم للطاغوت؟ قال: الطّاعة لأهل المعاصى. قال: كيف كان عاقبة أمركم؟ قال: بتنا ليلة فى عافية وأصبحنا فى الهاوية. فقال: وما الهاوية؟ فقال: سجين. قال: وما سجين؟ قال: جبال من جمر ترقد علينا الى يوم القيمة. قال: فما قلتم وما قيل لكم؟ قال: قلنا ردَّنا الى الدنيا فنزهد فيها. قيل لنا: كذبتم. قال: ويحك كيف لم يكلّمنى غيرك من بينهم؟ قال: ياروح اللّه، إنّهم ملجمون بلجام من نار بأيدى ملائكة غلاظ شداد وإنّى كنت فيهم ولم أكن منهم، فلمّا نزل العذاب عمّنى معهم فأنا معلّق بشعرة على شفير جهنم لاأدرى اُكبكب فيها أم أنجو منها. فالتفت عيسى(عليه السلام) الى الحواريين فقال: يا اولياءاللّه، أكل الخبز اليابس بالملح الجريش والنوم على المزابل خير كثير مع عافية الدين والآخرة. (الكافى 2/318/11)
علىّ بن إبراهيم عن أبيه عن علىّ بن أسباط عن عبدالرّحمن بن حمّاد رفعه قال: قال اللّه (تبارك وتعالى) لعيسى بن مريم (عليه السلام) : ياعيسى، ليكن لسانك فى السّرّ والعلانية لساناً واحداً وكذلك قلبك؛ إنّى أحذّرك نفسك وكفى بى خبيراً؛ لايصلح لسانان فى فمٍ واحدٍ ولاسيفان فى غمدٍ واحدٍ ولاقلبان فى صدرٍ واحدٍ وكذلك الأذهان. (الكافى 2/343/3)
علىّ بن أسباط عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أحدهما(عليه السلام) قال: … إن رجلاً منهم [بنى إسرائيل] إجتهد أربعين ليلة ثم دعا فلم يستجب له. فأتى عيسى بن مريم (عليه السلام) يشكوا إليه ما هو فيه ويسأله الدعاء. قال: فتطهر عيسى وصلّى ثم دعا اللّه (عزّوجلّ) فأوحى اللّه (عزّوجلّ) إليه: «ياعيسى، إنّ عبدى أتانى من غير الباب الذى أوتى منه. إنّه دعانى وفى قلبه شكّ منك. فلو دعانى حتّى ينقطع عنقه وتنتثر أنامله ما استجبت له». قال: فالتفت إليه عيسى (عليه السلام) ، فقال: تدعو ربك وأنت فى شكّ من نبيّه؟ فقال: ياروح اللّه وكلمته، قدكان واللّه ما قلت، فادع اللّه لى أن يذهب به عنى. قال: فدعا له عيسى(عليه السلام) فتاب اللّه عليه وقبل منه وصار فى حدّ أهل بيته. (الكافى 2/400/9)
عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن إبن فضال رفعه قال: قال اللّه (عزّوجلّ) لعيسى(عليه السلام) : ياعيسى، أذكرنى فى نفسك أذكرك فى نفسى واذكرنى فى ملأك أذكرك فى ملأ خير من ملأ الآدميّين. ياعيسى، ألن لى قلبك وأكثر ذكرى فى الخلوات واعلم أنّ سرورى أن تبصبص إلىّ وكن فى ذلك حيّاً ولاتكن ميّتاً. (الكافى 2/502)
إبن فضال عن الحسن بن الجهم عن إبراهيم بن مهزم عمّن ذكره عن أبى الحسن الأوّل(عليه السلام) قال: كان يحيى بن زكريّا (عليه السلام) يبكى ولايضحك وكان عيسى بن مريم (عليه السلام) يضحك ويبكى وكان الّذى يصنع عيسى (عليه السلام) أفضل من الّذى كان يصنع يحيى (عليه السلام) . (الكافى 2/665/20)
علىّ بن محمّد عن بعض أصحابنا عن علىّ بن الحكم عن ربيع بن محمّد عن عبداللّه بن سليم العامرى عن أبى عبداللّه (عليه السلام) قال: إنّ عيسى بن مريم جاء إلى قبر يحيى بن زكريّا (عليه السلام) وكان سأل ربّه أن يحييه له فدعاه فأجابه وخرج إليه من القبر فقال له: ما تريد منى؟ فقال له: أريد أن تونسنى كما كنت فى الدنيا. فقال له: ياعيسى، ماسكنت عنّى حرارة الموت وأنت تريد أن تعيدنى إلى الدّنيا وتعود علىّ حرارة الموت؟ فتركه فعاد إلى قبره. (الكافى 3/260/37)
عدّةمن أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن شريف بن سابق عن الفضل بن أبى قرّة عن أبى عبداللّه (عليه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلّي الله عليه و آله و سلّم): مرّ عيسى بن مريم (عليه السلام) بقبر يعذب صاحبه ثمّ مرّ به من قابل فإذا هو لايعذب. فقال: ياربّ، مررت بهذا القبر عام أوّل فكان يعذب ومررت به العام فإذا هو ليس يعذب. فأوحى اللّه إليه أنّه أدرك له ولد صالح فأصلح طريقاً وآوى يتيماً فلهذا غفرت له بما فعل إبنه. ثمّ قال رسول اللّه (صلّي الله عليه و آله و سلّم): ميراث اللّه (عزّوجلّ) من عبده المؤمن ولد يعبده من بعده. (الكافى 6/3/12)
عن أبى عبداللّه الصّادق جعفر بن محمد(عليه السلام) قال: كان فيما وعظ اللّه (تبارك وتعالى) به عيسى بن مريم (عليه السلام) أن قال له: ياعيسى، أنا ربّك وربّ آبائك، إسمى واحد وأنا الأحد المتفرّد بخلق كلّ شىء وكلّ شىء من صنعى وكلّ خلقى إلىّ راجعون. (الكافى 8/13)
محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن أبى جميلة عن أبان بن تغلب وغيره عن أبى عبداللّه (عليه السلام) انّه سئل: هل كان عيسى بن مريم أحيا أحداً بعد موته حتّى كان له أكل ورزق ومدّة وولد؟ فقال: نعم، إنّه كان له صديق مواخٍ له فى اللّه (تبارك وتعالى) وكان عيسى(عليه السلام) يمرّ به وينزل عليه وإنّ عيسى غاب عنه حيناً ثمّ مرّ به ليسلم عليه فخرجت إليه أمّه فسألها عنه. فقالت: مات يارسول اللّه. فقال: أفتحبّين أن تراه؟ قالت: نعم. فقال لها: فإذا كان غداً فآتيك حتى أحييه لك باذن اللّه (تبارك وتعالى). فلمّا كان من الغد، أتاها. فقال لها: إنطلقى معى إلى قبره. فانطلقها حتّى أتيا قبره فوقف عليه عيسى (عليه السلام) ثمّ دعا اللّه (عزّوجلّ) فانفرج القبر وخرج إبنها حياً فلمّا رأته أمّه ورأيها بكيا فرحمهما عيسى (عليه السلام) فقال له عيسى: أتحبّ أن تبقى مع أمّك فى الدّنيا؟ فقال: يانبىّ اللّه؛ بأكل ورزق ومدّة، أم بغير أكل ولارزق ولامدّة؟ فقال له عيسى(عليه السلام) : بأكل ورزق ومدّة وتعمر عشرين سنة وتزوّج ويولد لك. قال: نعم إذاً. قال: فدفعه عيسى إلى أمّه فعاش عشرين سنة وتزوّج وولد له. (الكافى 8/337/532)
… ياعيسى، أفطم نفسك عن الشّهوات الموبقات وكلّ شهوة تباعدك منّى فاهجرها واعلم أنّك منّى بمكان الرّسول الأمين؛ فكن منّى على حذر. (تحف العقول/375)
وعنه عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن محمد بن خالد عن سعدان بن مسلم عن معلّى بن خنيس قال خرج أبوعبداللّه (عليه السلام) فى ليلة … فقال: «… إنّ عيسى بن مريم (عليه السلام) لمّا أن مرّ على شاطئ البحر رمى بقرص من قوته فى الماء. فقال بعض الحواريّين: ياروح اللّه وكلمته، لم فعلت هذا وإنّما هو شىء من قوتك؟ قال: فعلت هذا لدابّة تأكله من دوابّ الماء وثوابه عنداللّه عظيم». (التهذيب 4/105/34)
دخل جاثليق النّصارى على مصعب بن الزّبير فكلّمه بكلام أغضبه فعلاه بقضيب فتركه حتّى سكن غضبه. ثم قال: إنّ أذن الأمير أخبرته بما أنزل اللّه على المسيح (عليه السلام) . فأصغى إليه. فقال: «إنّ اللّه أنزل على المسيح (عليه السلام) أنّه لاينبغى للسّلطان أن يغضب فإنّه إنّما يأمر فيطاع؛ ولاينبغى أنْ يعجل؛ فليس يفوته شىء ولاينبغى أن يظلم فإنّما به يدفع الظّلم». فاستحيا مصعب وترضّاه. (آداب النّفس 2/69)
قال عيسى (عليه السلام) :فإن اتّعظت، وإلا فاستحى منّى أن تعظ النّاس. (ارشادالقلوب/112)
فى الإنجيل، فى السّورة السّابعةعشر منه: ويل لمن سمع بالعلم ولم يطلبه كيف يحشر مع الجهّال إلى النّار. أطلبوا العلم وتعلّموه؛ فإنّ العلم إن لم يسعدكم لم يشقّكم وإن لم يرفعكم لم يضعكم وإن لم يغنكم لم يفقركم وإن لم ينفعكم لم يضرّكم؛ ولاتقولوا نخاف أن نعلم فلا نعمل ولكن قولوا نرجو أن نعلم ونعمل؛ والعلم يشفع لصاحبه وحقّ على اللّه أن لايخزيه ؛ إنّ اللّه يقول يوم القيامة: «يا معشر العلماء، ماظنّكم بربّكم؟» فيقولون ظنّنا أن ترحمنا وتغفر لنا. فيقول (تعالى): «فإنّى قد فعلت؛ إنّى أستودعتكم حكمتى لالشرّ أردته بكم، بل لخير أردته بكم؛ فادخلوا فى صالح عبادى إلى جنّتى ورحمتى». (بحارالأنوار 1/186/110)
إنّ اللّه تعالى قال لعيسى(عليه السلام) : عظّم العلماء واعرف فضلهم، فإن فضلهم على جميع خلقى إلا النّبيين والمرسلين كفضل الشّمس على الكواكب، وكفضل الآخرة على الدّنيا، وكفضلى على كلّ شىء. (بحارالأنوار 2/25)
محمد بن سنان رفعه قال: قال عيسى بن مريم (عليه السلام) : يامعشر الحواريّين، لى إليكم حاجة فاقضوها لى. قالوا: قضيت حاجتك ياروح اللّه! فقام فغسل أقدامهم. فقالوا: كنّا نحن أحقّ بهذا ياروح اللّه! فقال: إنّ أحقّ النّاس بالخدمة العالم. إنّما تواضعت هكذا لكيما تتواضعوا بعدى فى النّاس كتواضعى لكم. ثمّ قال عيسى (عليه السلام) : بالتواضع تعمر الحكمة لابالتكبّر؛ كذلك فى السّهل ينبت الزّرع لافى الجبل. (بحارالأنوار 2/62/5)
سعد عن إبن عيسى عن إبن المغيرة عن طلحة بن زيد عن أبى عبداللّه(عليه السلام) قال: مرّ عيسى بن مريم (عليه السلام) على قوم يبكون. فقال: على ما يبكى هولاء؟ فقيل: يبكون على ذنوبهم. قال: فليدعوها يغفر لهم عن إبن. (بحارالأنوار 6/20/7)
قال الصّادق(عليه السلام) ، إنّ رجلاً جاء إلى عيسى بن مريم(عليه السلام) فقال له: ياروح اللّه، إنّى زنيت فطهّرنى. فأمر عيسى(عليه السلام) أن ينادى فى النّاس لايبقى أحد إلا خرج لتطهير فلان. فلمّا اجتمع واجتمعوا وصار الرّجل فى الحفرة نادى الرجل فى الحفرة لايحدّنى من للّه (تعالى) فى جنبه حدّ. فانصرف النّاس كلّهم إلا يحيى وعيسى (عليه السلام) ، فدنا منه يحيى فقال له: يامذنب، عظنى! فقال له: لاتخلينّ بين نفسك وبين هواها فتردى. قال: زدنى! قال: لاتعيرنّ خاطئاً بخطيئته. قال: زدنى! قال: لاتغضب. قال: حسبى.(بحارالأنوار 14/188/39)
قال عيسى (عليه السلام) : خادمى يداى ودابّتى رجلاى وفراشى الأرض ووسادى الحجر ودفئى فى الشّتاء مشارق الأرض وسراجى باللّيل القمر وإدامى الجوع وشعارى الخوف ولباسى الصّوف وفاكهتى وريحانتى ماأنبتت الأرض للوحوش والأنعام؛ أبيت وليس لى شىء وأصبح وليس لى شىء وليس على وجه الأرض أحد أغنى منّى. (بحارالأنوار 14/239/17)
عن أبى بصير قال سمعت أباعبداللّه الصادق جعفر بن محمد(عليه السلام) : إنّ عيسى روح اللّه مرّ بقوم مجلبين. فقال: ما لهؤلاء؟ قيل: ياروح اللّه، إنّ فلانة بنت فلان تهدى إلى فلان بن فلان فى ليلتها هذه. قال: يجلبون اليوم ويبكون غداً. فقال قائل منهم: ولم يارسول اللّه؟ قال: لأنّ صاحبتهم ميتة فى ليلتها هذه. فقال القائلون بمقالته: صدق اللّه وصدق رسوله! وقال أهل النفاق: ما أقرب غداً! فلمّا أصبحوا جاؤوا فوجدوها على حالها لم يحدث بها شىء. فقالوا: ياروح اللّه، إنّ الّتى أخبرتنا أمس انّها ميتة، لم تمت. فقال عيسى(على نبينا وآله وعليه السلام): يفعل اللّه ما يشاء؛ فاذهبوا بنا إليها. فذهبوا يتسابقون حتّى قرعوا الباب. فخرج زوجها. فقال له عيسى (عليه السلام) : استأذن لى على صاحبتك. قال: فدخل عليها فأخبرها أنّ روح اللّه وكلمته بالباب مع عدّة. قال: فتخدّرت. فدخل عليها فقال لها: ما صنعت ليلتك هذه؟ قالت: لم أصنع شيئاً إلاّ وقدكنت أصنعه فيما مضى. إنّه كان يعترينا سائل فى كلّ ليلة جمعة فننيله مايقوته إلى مثلها وإنّه جائنى فى ليلتى هذه وأنا مشغولة بأمرى وأهلى فى مشاغيل؛ فهتف فلم يجبه أحد. ثمّ هتف فلم يجب؛ حتّى هتف مراراً. فلمّا سمعت مقالته قمت متنكّرة حتى أنلته كما كنّا ننيله. فقال لها تنحىّ عن مجلسك. فإذا تحت ثيابها أفعىّ مثل جذعة ما منّ على ذنبه. فقال (عليه السلام) بما صنعت، صرفت عنك هذا. (بحارالأنوار 14/244/22)
عن الرضا(عليه السلام) قال: كان نقش خاتم عيسى (عليه السلام) حرفين اشتقّهما من الإنجيل: طوبى لعبد ذكر اللّه من أجله وويل لعبد نسى اللّه من أجله! (بحارالأنوار14/247)
فى رواية، أتت عيسى إمرأة من كنعان بإبن لها مزمن. فقالت: يا نبىّ اللّه، إبنى هذا زمن؛ أدع اللّه له. قال: إنّما أمرت أن أبرئ زمنى بنى إسرائيل. قالت: ياروح اللّه، إنّ الكلاب تنال من فضول موائد أربابها إذا رفعوا موائدهم؛ فأنلنا من حكمتك ما ننتفع به. فاستاذن اللّه (تعالى) فى الدّعاء، فأذن له فأبرأه. (بحارالأنوار 14/253/45)
قال السيّدبن طاووس فى سعد السعود، رأيت فى الإنجيل أنّ عيسى(عليه السلام) صعد السّفينة ومعه تلاميذه وإذا إضطراب عظيم فى البحر حتى كادت السّفينة تتغطّى بالأمواج وكان هو كالنّائم؛ فتقدم إليه تلاميذه وأيقظوه وقالوا: ياسيّدنا، نجّنا لكيلا نهلك. فقال لهم: يا قليلى الإيمان، ما أخوفكم. فعند ذلك قام وانتهر الرّياح فصار هدء عظيماً فتعجّب النّاس وقالوا: كيف هذا! إنّ الرّياح والبحر لتسمعان منه! (بحارالأنوار 14/266/56)
عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) : إنّ عيسى بن مريم توجّه فى بعض حوائجه ومعه ثلاثة من أصحابه فمرّ بلبنات ثلاث من ذهب على ظهر الطريق فقال عيسى (عليه السلام) لأصحابه: إنّ هذا يقتل الناس. ثم مضى. فقال أحدهم: إنّ لى حاجة. قال فانصرف. ثم قال الآخر: إنّ لى حاجة؛ فانصرف. ثم قال الآخر: لى حاجة؛ فانصرف. فوافوا عند الذهب ثلاثتهم. فقال اثنان لواحد: اشتر لنا طعاماً. فذهب يشترى لهما طعاماً فجعل فيه سمّاً ليقتلهما كيلا يشاركاه فى الذهب. وقال الإثنان: اذا جاء قتلناه كى لايشاركنا فلمّا جاء قاما اليه فقتلاه ثم تغذّيا فماتا فرجع اليهم عيسى(عليه السلام) وهم موتى حوله فاجباهم باذن اللّه (تعالى ذكره). ثم قال: ألم أقل لكم إنّ هذا يقتل الناس؟! (بحارالأنوار 14/284/5)
البرقى عن محمد بن على الكوفى عن شريف بن سابق التّفليسى عن إبراهيم بن محمّد عن الصّادق جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه (عليه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلّي الله عليه و آله و سلّم): قال عيسى بن مريم (عليه السلام) ليحيى بن زكريّا (عليه السلام) : «إذا قيل فيك ما فيك، فاعلم انّه ذنب ذكرته فاستغفراللّه منه وإن قيل فيك ما ليس فيك فاعلم أنّها حسنة كتبت لك، لم تتعب فيها». (بحارالأنوار 14/287/11)
فيما أوحى اللّه إلى عيسى (عليه السلام) : لاتدعنى إلا متضرعاً الىّ وهمّك همّ واحد؛ فإنّك متى تدعنى كذلك أجبك. (بحارالأنوار 14/290)
فى الإنجيل: أىّ إنسان منكم يسأله إبنه خبزاً فيعطيه حجراً أو يسأله شمله فيعطيه حية؟
فإذا كنتم أنتم الأشرار تعرفون تعطون العطايا الصالحة لأبنائكم؛ فكان بالأحرى ربّكم أن يعطيكم الخيرات لمن يسأله. (بحارالأنوار 14/317/17)
أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفّار عن إبن معروف عن إبن مهزيار عن رجل عن واصل بن سليمان عن إبن سنان قال: سمعت أباعبداللّه (عليه السلام) يقول: كان المسيح (عليه السلام) يقول لأصحابه: «إن كنتم أحبّائى وإخوانى فوطّنوا أنفسكم على العداوة والبغضاء من النّاس فإن لم تفعلوا فلستم بإخوانى؛ إنّما أعلّمكم لتعلموا ولاأعلّمكم لتعجبوا؛ إنّكم لن تنالوا ما تريدون إلا بترك ما تشتهون وبصبركم على ما تكرهون؛ وإيّاكم والنّظرة فإنّها تزرع فى قلب صاحبها الشّهوة وكفى بها لصاحبها فتنة؛ يا طوبى لمن يرى بعينيه الشّهوات ولم يعمل بقلبه المعاصى؛ ما أبعد ما قد فات وأدنى ما هو آت؛ ويل للمغترّين لو قد آزفهم ما يكرهون وفارقهم ما يحبّون وجاءهم ما يوعدون فى خلق هذا اللّيل والنّهار معتبر؛ ويل لمن كانت الدّنيا همّه والخطايا عمله كيف يفتضح غداً عند ربّه؛ ولاتكثروا الكلام فى غير ذكر اللّه فإنّ الّذين يكثرون الكلام فى غير ذكر اللّه قاسية قلوبهم ولكن لايعلمون؛ لاتنظروا إلى عيوب النّاس كأنّكم رئايا عليهم ولكن انظروا فى خلاص أنفسكم فإنّما أنتم عبيد مملوكون؛ إلى كم يسيل الماء على الجبل لايلين! إلى كم تدرسون الحكمة لايلين عليها قلوبكم! عبيد السّوء فلا عبيد أتقياء ولا أحرار كرام؛ إنّما مثلكم كمثل الدّفلى يعجب بزهرها من يراها ويقتل من طعمها؛ والسلام». (بحارالأنوار 14/324/38)
أوحى اللّه إلى عيسى (عليه السلام) أن كن للنّاس فى الحلم كالأرض تحتهم وفى السّخاء كالماء الجارى وفى الرّحمة كالشمس والقمر فإنّهما يطلعان على البرّ والفاجر. (بحارالأنوار 14/326/41)
صنع عيسى (عليه السلام) للحواريّين طعاماً فلمّا أكلوا وضّأهم بنفسه. قالوا: ياروح اللّه، نحن أولى أن نفعله منك. قال: إنّما فعلت هذا لتفعلوه بمن تعلّمون. (بحارالأنوار 14/326/43)
قل لبنى إسرائيل أن لاتدخلوا بيتاً من بيوتى إلا بأبصار خاشعة وأيدٍ نقية وأخبرهم إنّى لا أستجيب لأحد منهم دعوة ولأحدهم من خلقى لديهم مظلمة. (بحارالأنوار 14/327/51)
وقيل لعيسى(عليه السلام) : لو إتّخذت بيتاً. قال: يكفينا خلقان من كان قبلنا. (بحارالأنوار 14/327/52)
روى أنّ عيسى (عليه السلام) اشتد به المطر والرعد يوماً فجعل يطلب شيئاً يلجأ إليه فرفعت له خيمة من بعيد فأتاها فإذا فيها إمراة، فحاد عنها فإذا هو بكهف فى جبل، فأتاه فإذا فيه أسد، فوضع يده عليه وقال: إلهى، لكلّ شىء مأوى ولم تجعل لى مأوى. فأوحى اللّه (تعالى) إليه: مأواك فى مستقرّ رحمتى وعزّتى، لأزوّجنك يوم القيامة مأة حوريّة خلقتها بيدى ولأطعمن فى عرسك أربعة آلاف عام يوم منها كعمر الدّنيا ولآمرن منادياً ينادى أين الزّهاد فى الدّنيا أحضروا عرس الزّاهد عيسى بن مريم. (بحارالأنوار 14/328/53)
إبن المغيرة عن طلحة بن زيد عن أبى عبداللّه (عليه السلام) قال: تمثّلت الدّنيا لعيسى(عليه السلام) فى صورة إمرأة زرقاء. فقال لها: كم تزوّجت؟ قالت: كثيراً. قال: فكله طلّقك؟ قالت: بل كلاً قتلت. قال: فويح أزواجك الباقين، كيف لايعتبرون بالماضين! (بحارالأنوار 14/330/67)
عن الصّادق (عليه السلام) عن أبيه، قال: كان عيسى(عليه السلام) يقول: هول لاتدرى من يلقاك، ما يمنعك أن تستعدّ له قبل أن يفجأك؟ (بحارالأنوار 14/330)
إبن عمر عن بعض أصحابنا عن رجل حدّثه عن أبى عبداللّه (عليه السلام) قال: رفع عيسى بن مريم (عليه السلام) بمدرعة صوف من غزل مريم ومن نسج مريم ومن خياطة مريم، فلمّا إنتهى إلى السّماء نودى: يا عيسى، ألق عنك زينة الدّنيا. (بحارالأنوار 14/338/9)
قالت اليهود: عيسى خير منك. قال(صلّي الله عليه و آله و سلّم): ولم ذاك؟ قالوا: لانّ عيسى بن مريم (عليه السلام) كان ذات يوم بعقبة بيت المقدس فجاءته الشياطين ليحملوه فأمر اللّه (عزوجل) جبرئيل أن اضرب بجناحك الأيمن وجوه الشياطين والقاهم فى النار، فضرب بأجنحته وجوههم وألقاهم فى النار. قال النّبى(صلّي الله عليه و آله و سلّم): أنا اُعطيت أفضل من ذلك. قالوا وماهو؟ قال: اقبلت يوم بدر من قتال المشركين وأنا جائع شديد الجوع فلمّا وردت المدينه استقبلتنى امرأة يهوديّة وعلى رأسها جفنة وفى الجفنة جدى مشوىّ، وفى كمّها شيئ من سكّر. فقالت: الحمد لله الذى منحك السلامة وأعطاك النصر والظّفر على الأعداء وانّى قد كنت قدرت للّه نذراً إن أقبلت سالماً غانماً من غَزاة بدر لأذبحنّ هذا الجدى ولاشوينّه ولأحملنّه اليك لتأكله. قال النبى (صلّي الله عليه و آله و سلّم): فنزلت عن بغلتى الشهباء فضربت بيدى الى الجدى لآكله فاستنطق اللّه الجدى فاستوى على أربع قوائم وقال يامحمد، لاتأكلنى فإنّى مسموم. قالوا: صدقت يامحمد، هذا خير من ذاك … (بحارالأنوار 16/328/25)
قال أبواللّيث فى تفسيره: إنّ النّاس سألوا عيسى على وجه التعنّت، فقالوا له: أخلق لنا خفّاشاً واجعل فيه روحاً إن كنت من الصّادقين. فأخذ طيناً وجعل خفّاشاً ونفخ فيه. فإذا هو يطير بين السّماء والأرض وكان تسوية الطّين والنفخ من عيسى (عليه السلام) والخلق من اللّه (تعالى) ويقال: إنّما طلبوا منه خلق خفّاش؛ لأنّه أعجب من سائر الخلق. (بحارالأنوار 64/322)
عن أبى عبداللّه (عليه السلام) قال: بعث عيسى بن مريم رجلين من أصحابه فى حاجة، فرجع أحدهما مثل الشن البالى والآخر شحماً وسميناً. فقال للّذى مثل الشن: مابلغ منك ما أرى؟ قال: الخوف من اللّه. وقال للأخر السمين: ما بلغ بك ما أرى؟ فقال: حسن الظّن باللّه. (بحارالأنوار 70/400/74)
قد نقل أنّ عيسى (عليه السلام) مرّ على رجل أعمى مجذوم مبروص مفلوج، فسمع منه يشكر ويقول:الحمد للّه الذى عافانى من بلاء إبتلى به أكثر الخلق. فقال (عليه السلام) : ما بقى من بلاء لم يصبك؟ قال: عافانى من بلاء هو أعظم البلايا وهو الكفر. فمسّه (عليه السلام) شفاه اللّه من تلك الأمراض وحسن وجهه فصاحبه وهو يعبد معه. (بحارالأنوار 71/33/14)
قال اللّه (عزّوجلّ) لعيسى (عليه السلام) : إنّى وهبت لك المساكين ورحمتهم تحبّهم ويحبّونك؛ يرضون بك إماماً وقائداً وترضى بهم صحابة وتبعاً وهما خلقان من لقينى بأزكى الأعمال وأحبّها إلىّ. (بحارالأنوار 72/55/85)
من الإنجيل: إحذروا الكذّابة الّذين يأتونكم بلباس الحملان فهم فى الحقيقة ذئاب خاطفة من ثمارهم تعرفونهم لايمكن الشجرة الطّيّبة أن تثمر ثماراً ردية ولا الشّجرة الرّدية أن تثمر ثماراً صالحة. (بحارالأنوار 77/43/12)
قال إبن السّكيت لأبى الحسن (عليه السلام) : لماذا بعث اللّه موسى بن عمران (عليه السلام) بالعصا ويده البيضاء وآلة السحر وبعث عيسى(عليه السلام) بآلة الطّب وبعث محمداً (صلّي الله عليه و آله و سلّم) على جميع الأنبياء بالكلام والخطب؟ فقال أبوالحسن (عليه السلام) : إنّ اللّه لمّا بعث موسى (عليه السلام) كان الغالب على أهل عصره السّحر، فأتاهم من عنداللّه بما لم يكن فى وسعهم مثله وما أبطل به سحرهم وأثبت به الحجّة عليهم، وإنّ اللّه بعث عيسى (عليه السلام) فى وقتٍ قد ظهرت فيه الزّمانات واحتاج النّاس إلى الطّب فأتاهم من عنداللّه بما لم يكن عندهم مثله وبما أحيا لهم الموتى وأبرء الأكمه والأبرص بإذن اللّه وأثبت به الحجة عليهم وإنّ اللّه بعث محمداً (صلّي الله عليه و آله و سلّم) فى وقتٍ كان الغالب على أهل عصره الخطب والكلام ـ وأظنّه قال: الشعر ـ فأتاهم من عنداللّه من مواعظه و أحكامه ماأبطل به قولهم وأثبت به الحجة عليهم. فقال إبن السّكّيت: تاللّه ما رأيت مثلك قطّ. (بحارالأنوار 17/210/15)
المفيد عن أحمد بن الحسين بن أسامه عن عبيداللّه بن محمّد الواسطى عن أبى جعفر محمّد بن يحيى عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر عن أبيه (عليه السلام) أنّه قال: أرسل النّجاشى (ملك الحبشة) إلى جعفر بن أبى طالب وأصحابه فدخلوا عليه وهو فى بيت له جالس على التّراب وعليه خلقان الثّياب … فقال له جعفر: أيّها الملك الصّالح، ما لى أراك جالساً على التّراب وعليك هذه الخلقان؟ فقال: ياجعفر، أنا نجد فيما أنزل على عيسى (صلّى الله عليه) أنّ من حقّ اللّه على عباده أن يحدثوا للّه تواضعاً عند ما يحدث لهم من نعمه؛ فلمّا أحدث اللّه (تعالى) لى نعمه بنبيّه محمد (صلّي الله عليه و آله و سلّم) أحدثت للّه هذا التّواضع. قال: فلمّا بلغ النّبى (صلّي الله عليه و آله و سلّم) ذلك قال لأصحابه: إنّ الصّدقة تزيد صاحبها كثرة فتصدّقوا يرحمكم اللّه وإنّ التّواضع يزيد صاحبه رفعة فتواضعوا يرفعكم اللّه وإنّ العفو يزيد صاحبه عزّاً فاعفوا يعزّكم اللّه علىّ. (بحارالأنوار 18/417/2)
فى كتاب إبتلاء الأخيار أنّ عيسى(عليه السلام) لقى إبليس وهو يسوق خمسة أحمرة عليها أحمال فسأله عن الأحمال. فقال: تجارة أطلب لها مشترين. فقال: وما هى التّجارة؟ قال: أحدها الجور. قال: ومن يشتريه؟ قال: السّلاطين والثّانى الكبر. قال: ومن يشتريه؟ قال: الدّهاقين والثّالث الحَسَد. قال: ومن يشتريه؟ قال: العلماء والرّابع الخيانة. قال: ومن يشتريها؟ قال: عمّال التّجار والخامس الكيد. قال: ومن يشتريه؟ قال: النّساء. (بحارالأنوار 64/195)
فى كتاب ابتلاء الأخيار أنّ عيسى (عليه السلام) لقى إبليس وهو يسوق خمسة أحمرة عليها أحمال؛ فسأله عن الأحمال، فقال: تجارة أطلب لها مشترين. فقال: وما هى التجارة؟ قال: أحدها الجور. قال: ومن يشتريه؟ قال: السلاطين. (بحارالأنوار 64/196)
ومنه عن محمّد بن علىّ بن الحسين بن بابويه (رحمه اللّه) عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن محمّد بن الحسن الصفّار عن محمّد بن الحسين بن أبى الخطّاب عن علىّ بن أسباط عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبى عبداللّه جعفر بن محمد(عليه السلام) قال: أوحى اللّه (تعالى) إلى عيسى بن مريم(عليه السلام) : ياعيسى، هب لى من عينك الدّموع ومن قلبك الخشوع واكحل عينك بميل الحزن إذا ضحك البطّالون وقم على قبور الأموات فنادهم بالصوت الرفيع، لعلّك تأخذ موعظتك منهم وقل إنّى لا حق بهم فى اللاّحقين. (بحارالأنوار 82/178/20)
* اين مصادر، با ترتيب تاريخى حيات مؤلفان آنها و معرّفى نسخه مورد استفاده، بدين شرح اند:
1ـ الكافى، محمّد بن يعقوب الكلينى (م329هـ.)، دارالكتب الإسلاميّّة، تهران ـ2ـ الفقيه، ابوجعفر محمّد بن علىّ الصدوق(م381هـ.)، منشورات جماعة المدرّسين، قم ـ 3ـ تحف العقول، ابو محمّد حسن بن شعبة الحرّانى(م381هـ.)، منشورات الشريف الرّضى، قم ـ 4ـ التهذ يب، ابو جعفر محمّد بن حسن الطوسى(م460هـ.)، دارصعب و دار التعارف، بيروت ـ 5ـ تنبيه الخواطر، ابو الحسين ورّام بن ابى فراس(م605هـ.)، دارالكتب الإسلاميّة، تهران ـ 6ـ ارشاد القلوب، ابو محمّد الحسن الديلمى(م711هـ.)، منشورات الرّضى، قم ـ 7ـ آداب النفس، محمّد العيناثى العاملى (ح1088هـ.)، المكتبة المرتضوّية، تهران ـ 8 ـ المحجّة البيضاء، محمّد بن شاه مرتضى الفيض (م1091هـ.)، مكتبة الصدوق، تهران ـ 9ـ بحار الأنوار، محمّد باقر المجلسى(م1110هـ.)، تحقيق داراحياء التراث و نشر مؤسسة الوفاء، بيروت.
نويسنده : مهدى منتظر قائم
نظرات 0
شما هم میتوانید در این مورد نظر دهید